الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه logo إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة
shape
شرح لمعة الاعتقاد
258511 مشاهدة print word pdf
line-top
من خصائص النبي أنه سيد المرسلين

كذلك من خصائصه: السيادة أنه سيد المرسلين؛ يعني: أشرفهم بل سيد الناس يوم القيامة، ورد أنه صلى الله عليه وسلم قال: أنا سيد الناس يوم القيامة ثم أخبر بأنه يشفع للناس وتقبل شفاعته في أن يريح الله تعالى الناس من طول الموقف، فيعترفون بسيادته وبفضله.
أما قوله صلى الله عليه وسلم لوفد بني عامر لما قالوا: أنت سيدنا، قال: السيد الله ؛ فإن ذلك على وجه التواضع وإلا فسيادته صلى الله عليه وسلم معترف بها أنه سيد الناس يوم القيامة، وسيد أمته وأشرفهم، وأنه له الحق عليهم أن يطيعوه، لا يصح إيمان أحد حتى يصدقه، ويؤمن برسالته؛ فمن ادعى أنه مؤمن بالله، قيل له: كمل إيمانك بالإيمان برسالته؛ لأن الله تعالى قال: فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا .
فجعل الإيمان برسالته إيمانا بالله أو تابعا للإيمان بالله، كذلك الشهادة: الشهادة له بالرسالة وبالنبوة هي قرينة الشهادة لله تعالى بالألوهية، من شهد أن لا إله إلا الله لزمه أن يشهد أن محمدا رسول الله، فالشهادتان كلاهما قريبتان، كل من الشهادتين مكملة للأخرى؛ فلا بد أن الذي يشهد له بأنه رسول؛ فإن عليه أن يطيعه فلا يصح الإيمان إلا بالشهادة بأنه نبي مرسل، وقد ذكرنا فرقا بين النبوة والرسالة، وأن كلاهما متلازمتان وكلاهما من حقه.

line-bottom